التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٠

صراع البقاء

على رقعة الشطرنج من لديه مزيد من المزايا لديه فرص أكبر للبقاء، لكن حتى بيدق صغير قادر على أن يصبح وزيرًا أو أي شيء (نخبوي) لديه مزيد من الفرص حينما يستمر بالتقدم بحذر وصمود في حين كل الأحجار تتساقط حوله وهو يستثمر طمع الخصم بالفوز مبكرًا تارة وتارة أخرى انشغاله بهدف محدود أمام اللامبالاة لحجر "تافه" لا يشكل خطر . أول هدف يسعى خصمك لتحقيقه هو شل تفكيرك وتغليب العاطفة عندك على العقل من خلال جعلك تخشى المخاطرة بمزيد من الحركات الجريئة فوق الرقعة التي قد تقلب الطاولة وتفتح الأفق نحو خيارات واسعة وخطط لم تكن في الحسبان . فاستمر بالتقدم ولو بشكل بطيء واعمل جهدك في إظهار أنك ضعيف لا يمكن أن تشكل خطر، وفي اللحظة الحاسمة أضرب بكل قوة وفوت أي فرصة على خصمك تمنحة لحظة يستجمع فيه شتات عقله المتفاجئ . فوق رقعة الشطرنج يموت الجنود ليحيى الملك، وفي لعبة الحروب الواقعية يموت الضعفاء ليمنحوا الأقوياء مزيد من القوة، لكن في صراع المستضعفين يموت الرجال الأبطال النخبويين لتحقيق الحياة للمساكين والضعفاء ولذلك يهمل التاريخ كثير من مجرمي الحروب ويكتبهم على الهامش أو يذكرهم للعبرة، لكنه ي

فن التفاوض

فن التفاوض  قبل البدء حدد ماذا تريد وما هو السقف المتدني الذي تريد تحصيله، ثم أمام الطرف الآخر إرفع السقف بشكل كبير فخصمك سيفعل نفس الشيء ولذلك المفاوضات بالنتيجة وبعد التنازلات ستصل لقدر متدني من المطروح بدايةً . أثناء التفاوض عليك أن تكتشف خيارات الخصم البديلة في حال فشل التفاوض، كما عليك عدم التنازل عن أمر يعتبر ثانوي يحصل في معظم نهايات التفاوض كنوع من الشكل الروتيني الغير مؤثر ظاهرًا لكن في حقيقته خطر خفي قد لا تكتشف نتائجه سريعًا . دع خصمك يشعر بالتوتر الذهني كلما فكر بجولة مفاوضات جديدة من خلال زرع ظنون السقف العالي دائمًا، أثناء التفاوض أجعله مرتاح بدرجة كبيرة حتى يفكر بالتفاوض دائمًا قبل أي خيار آخر قد لا تريده، الارتياح لا يعني الابتسامة في وجهه أو منحه ما يريد، بل يكون من خلال المرونة بأن كل شيء قابل للتفاوض لكن بمقابل، إجعل المقابل مرتفع جدًا فالخصم لا يطرح شيء للتفاوض عليه إلا إن كان يؤرقه، فمثلًا لو طلب منك الانسحاب من موقع استراتيجي، ليكن جوابك "بالموافقة" الرافضة وذلك بالتلاعب كأن تقول : نعم موافق لكن البديل كذا وكذا .، أي البديل أكبر بكثير مما كان

أحداث يجب دراستها بعمق

اغتيال قاسم سليماني كان فرصة ذهبية فرحت بها إيران الملالي واستطاعت عبر بروباغندا إعلامية إطفاء المشهد السائد في إيران والعراق من الحراك الشعبي وحولت القاتل لضحية ثم سيرت القطيع للطميات في الشوارع، لكن الحظ لم يحالفهم لوقت طويل فوقعت حادثة إسقاط الطائرة المدنية التي أشعلت الشارع من جديد مع مظاهر واضحة لحرق وتمزيق صور سليماني وهتافات عالية ضد حكومة طهران وذراعها الإجرامي، حتى الهتاف نال من المرشد العام "خامنئي"، وهذا يبدو تطور لافت للنظر . كل المظاهرات الشعبية السابقة لم تلقى أي كلمة مساندة من ترامب وحكومته، إلا هذه المرة واضح تغير اللهجة بل حتى ترامب راح يكتب في تويتر باللغة الفارسية داعمًا الحراك في الشارع الإيراني، وبكل تأكيد لا تطمح الولايات المتحدة لتغيير نظام الحكم وهذا ما صرحت به مرارًا وتكرارًا، لكنها تريد الضغط على إيران وإخضاعها أكثر لتكون تحت السيطرة من خلال عصا الطاعة . من الواضح أنه بداية عام سيء على حكام وأذرع إيران، وهو فرصة جيدة قد لا تتكرر على المدى القريب ولذا يجب استثمار الارتباك الإيراني والانشغال في البيت الداخلي من خلال تكثيف الضغط على مر

نظرية كسب المصداقية (الكذب المُقَنَّع بالصدق)

نظرية كسب المصداقية (الكذب المُقَنَّع بالصدق) هذه النظرية تستهدف الحس الداخلي للقناعة، وتعتمد على سياسة "اصدق واستمر بالصدق حتى يتسنى لك الكذب" . مثال : في الحروب تدخل ضمنًا الحرب الإعلامية والدعائية، فيستغل الطرف الأول بعض الأخبار الضارة للآخر رغم عدم تأثيرها وحتى قد تكون ليست ذات أهمية، لكنه يستمر في الانضباط بالمصداقية والشفافية مهما طال الوقت منتظرًا فرصته الذهبية التي قد لا تتكرر إن فوتها أو فشل في السعي لتحقيقها، وهي أن يجبر الطرف الآخر على الاعتراف أو ما شابه الاعتراف بأمر كان قد ذكره بكل صدق وشفافية، وباعتراف الهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لكنها واضحة وكما قلنا ولو كان الأمر ثانوي وتافه، هنا يأتي الدور الجوهري لتطبيق النظرية فيستغل الطرف الأول هذا الاعتراف ليثبت أنه ذو مصداقية وشفافية وخصومته منضبطة بأخلاقيات ومبادئ، وهذا ما سيتقبله أنصار الهدف والمتعاطفين معه كونهم يرون ذلك واقعًا وباعتراف رؤوسهم، ونعيد ونكرر مهما كان الأمر تافهًا لكن الاعتراف له أثر داخلي يعطي مصداقية للخصم أو العدو الذي لن يستمر بتلك المصداقية بعد هذا الاعتراف وسينتقل بعدها لدس السم تد

نظرية الإسقاط (الإسقاط العكسي)

نظرية الإسقاط (الإسقاط العكسي) وهي عملية استباقية مضادة للتملص من السقوط والحيلولة دونه مع توريط الخصم به مرغمًا، وتعتمد على الحيل النفسية والخداع الذهني وتوجيه العواطف باتجاه محدد ثم تضخيمها بطريقة لا شعورية لتعزز أفكار غير واعية بالعقل الباطني، كما أن من أهدافها نفي العيوب والتهم وإلصاقها بالخصم أو الطرف المعادي إذا ما تم تطبيقها في الحروب السياسية أو المناظرات الفكرية . في الأمثلة التالية ستكون الصورة أوضح . المثال الأول : يعتمد الطرف الأول حينما يكون مجرمًا قذرًا هاوي خباثة وسفالة وبعد ارتكابه لأفعال إجرامية ودنيئة، للمسارعة ليس فقط بنفي التهم عنه، بل يرفقها بتحويل توجيه التهم نفسها وزيادة عليها للطرف الآخر البريء منها تمامًا، وفي كثير من الأحيان يكون النفي ثانوي عنده والتركيز الأكبر هو توجيه التهم المتتالية المضخمة والمبالغ فيها لضمان تصديق جزء منها على الأقل محاولًا التذرع بأنه من غير المعقول أن كل ما يقوله غير صحيح مطالبًا "بالإنصاف" وعدم الانحياز، وبالفعل هذا ما يحصل بشكل مستمر في ساحة الصراع الشامية وما تفعله دولة الاحتلال الروسية التي لا تمتلك ذرة من شرف الحرب أو

نظرية التشتت (الإدراكي والعاطفي)

نظرية التشتت (الإدراكي والعاطفي) هذه النظرية تعتمد على تشتيت الطرف الآخر، إما فكريًا أو عاطفيًا ولها استخدامات أخرى أوسع، لكن سنسلط الضوء عليها من الناحية الحسية الفكرية بأسلوب يسهل فهم خطورة النظرية وطرق استخدامها في مجالات متنوعة . تعتمد النظرية على تشتيت العدو أو الخصم من خلال الخداع الذهني والضغط النفسي، لجعله إما متخبط أو متعاون فيما يراد له أن يفعله بدون إدراك منه، ولتتضح الصورة نضرب أمثلة مفهومة وبسيطة: مثال : نتخيل حوار أو مناظرة بين شخصين يمثلان طرفين نقيضين وحولهم جمهور محايد سيكون الحكم بعد انتهاء المناظرة، يبدأ الحوار بشكل روتيني طبيعي إلى أن يبدأ صاحب نظرية التشيت يحرف مسار الحوار بطريقة غير مباشرة ساعيًا أما لإسكات الخصم بحقائق لا يمكن إنكارها أو تبريرها بشكل منطقي أو لإثارة الخصم من خلال أكاذيب مبالغ فيها وصبغها بصبغة الوقائع المعلومة للجميع!، يبدأ الضحية في الحالتين بالارتباك وفقدان التوازن محاولًا إما التبرير والدفاع أو التكذيب والإنكار، يضاعف صاحب تطبيق النظرية من تكثيف الضغط النفسي محافظًا بشكل مستفز على هدوئه واتزانه، مضطرًا خصمه للبقاء في محور الدفاع وا

نظرية التأطير (خداع العقول)

نظرية التأطير "خداع العقول" . هذه النظرية القديمة الحديثة المتطورة باستمرار بأساليب الخداع ومهارة التضليل ما زالت مسيطرة على شرائح واسعة، بل حتى هي مسيطرة على عقول كبيرة من الكوادر والنخب المجتمعية . ولفهم هذه النظرية دعونا نضرب أمثلة بسيطة توضح معناها، وسيجد القارئ أثناء القراءة كم هي مستخدمة بكثرة وبلا شعور، قد تمر بذهنه صور كثيرة غير الأمثلة التي سنطرحها لكن كلها تصب من حيث النتيجة بمفهوم نظرية التأطير . مثال: حينما أريد منك أن تفعل شيئًا معينًا، لكن مسبقًا أعرف أنه مرفوض بالنسبة لك لو طرحته أو قلته لك بشكل مباشر، هنا ألجأ لفن الخداع الذهني وتطبيق نظرية التأطير من خلال إهامك وحصرك بخيارات محددة وجعلك تعيش حالة تفكير مؤطرة لا تمكنك النظر بشكل أوسع أنه ثمة خيارات أخرى!، فمثلًا لو أنك سرقت شيء يخصني بدون أن تترك دليل خلفك لكني متأكد أنك السارق، هنا لا أقول لك هل أنت سرقت كذا؟، بل أوجه لك سؤال يجعلك تشعر أن القضية محسومة ولا حاجة للاستجواب، فأوجه لك سؤال مختلف : ماذا سرقت مع الشيء كذا؟ هل فعلته من تلقاء نفسك أم حرضك أحد؟، بهذه الطريقة سيرتبك بشكل واضح أكثر من لو وجهت