التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

النصر السياسي

لا يرتبط النصر النهائي بين إرادتين على مبدأ الهزيمة العسكرية الساحقة، فقد يمكن تحقيق نصرًا مظفرًا سياسيًا يأتي بنفس النتائج العسكرية. لكنَّ ذلك لا يمكن أن يحدث استثاءً عن وجود قوة عسكرية هي الأصل بالضغط السياسي، وإلا فإن الضعيف لا يمكنه فرض شروط ولا إملاء رأي. " قد تنجح قوة صغيرة بسيطة التسليح في كسب حرب ضد عدو متفوق متطور، وتتحصل على ما تريد من خلال الميدان أو التفاوض، وكلاهما بالعموم مرتبط ببعضه البعض ". لدينا أمثلة كثيرة حول أن كسب المعارك سياسيًا أحيانًا يكون أعظم نتيجة من خوضها قتاليًا، ولعل أجمل مثال يغنينا، هو يوم الحديبية وخطواته ثم تأثيراته إلى نتائجه. لكن يلزمنا فهم حقيقة دامغة: ما كان ليصير نصرًا نتيجة الصبر والثبات وحدهما، بل ترافق ذلك مع قوة الإرادة وديمومة العمل في الميدان وبساحات مختلفة، والنشاط الدائم في الأعمال العسكرية التي تعتبر صغيرة نسبيًا بحجمها إلا أنَّ تأثيراتها كانت ضخمة نتيجة التخطيط الفذ وترتيب الأولويات وعدم العجز أو استصغار العمليات أو استحقار المهام مهما كانت صغيرة، لأن النظرة العامة ستكون مجموع لما سبق وليست نظرة جانبية في العمل ذاته. أدهم عبد

التعرض والمصادمة

إن مسألة المعارك على اعتبارها "ند لند" هي نظرة خاطئة وكارثية سيدفع ثمنها المنتصر وليس المنهزم وحده، لما تسببه من استنزاف للطرفين، فالمنتصر ذاته في هذا الأسلوب سيتعرض للاستنزاف والمشاق كالمنهزم، سوى أن المنتصر نشوة النصر تنسيه كل شيء على اعتبار ظفره! وهذه نقطة سلبية يتحصل عليها المنتصر غالبًا، وقليل هم من لا يقع فريسة بهرج الانتصار ويدرك الحاجة لتضميد الجراح قبل الحديث المبالغ فيه عن النصر. هذا ليس تقليل من شأن النصر ولا دغدغة تحمل تعاطف مع المنهزم، بل هي إشارة لمنطقة أخرى من الفكر في ساحة الحرب بأسلوب المجابهة والتعرض. لذلك وبدون أدنى شك، لا يوجد جيش تقوم عليه قيادة واعية إلا وتراه مشغول بطرق تحقيق النصر أكثر من تحقيق النصر ذاته، وتحديدًا تلك الجيوش التي تمارس الحروب باستمرار، وإذا أردنا أن نضيق التحديد، نقول تحديدًا بعينه الجيش الذي انهزم في معركة ما.، ذلك أن المنهزم هو أكثر انفتاح للتعلم من الأخطاء نتيجة مرارة الهزيمة. ولذلك البحث عن طريق النصر لا يقل أهمية عن النصر ذاته، وهو غالبًا ما يكون في إيجاد سبيل وطريق يحقق النصر من خلال ضربة واحدة وهذا طبعًا أمر شاذ وصعب، لكن هو مج

حديث المعركة المرتقبة!

يتكرر الحديث كل حين عن معركة ستقوم قريبًا، وبرغم عدم وجود إرهاصات يستنبطها المختصون، وكذلك برغم أن المعارك عادة ما تكون مباغتة ونادرًا ما يحصل لها إرهاصات، فأساس المعركة عنصر المفاجأة وهو ما تعتمده روسيا أو أي جيش عتيق يعرف أهمية عناصر ومبادئ الحرب، برغم كل ذلك تتجدد أحاديث معركة قادمة، وهو ما لا يمكن نفيه بالعموم لكن يحتاج دعامات منطقية. على كلٍ، فإن الحرب بالمجمل لم تنتهي وهذا بحد ذاته يعطي منطق باحتمالية بدء المعركة في أي وقت مناسب للعدو ويرى فيه الفرصة، فقد اعتدنا أخذ موقف المنتظر المدافع وهذا استنزاف لا يطيقه جيش فضلًا عن فصائل ثورية. المهم لفت الانتباه لمسألة مهمة، وهي التجارب والمخططات والنظريات التي تسعى روسيا لتطويرها وتطبيقها في كل فترة هدنة معلنة من جانب واحد، وهي كذلك تنتهي من جانب واحد، وضروي لفت الانتباه لهذه النقطة لأن لها أثر في النفوس ونتيجة تتأصل في القناعات. من تلك الأمور التي تسعى روسيا لتطويرها وتطبيقها وبحسب ما ورد من معهد دراسات الحرب الأمريكية سابقًا، هو كيفية عزل القوات عن بعضها وعزلها جميعًا عن مركز العمليات من خلال قطع الاتصال الكامل، وأضيف هنا: ربما لا يكو