التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

معضلة السد والتكيف

قبل الحديث عن مفهوم "معضلة السد" لا بد من المرور على مفهوم "التكيف"، وكما هو معروف فللتكيف أنواع كثيرة؛ أهمها: التكيف النفسي وهو ما يتعلق بسلوك الفرد نتاج قدرته على الإدراك. وبحكمة من الله تعالى فإن الكائنات جميعها تمتلك القدرة على التكيف بمحيطها ومع المتغيرات في سبيل البقاء والاستمرار، إلا في حالات نادرة يصعب فيها التكيف، ومن تلك الكائنات الإنسان الذي وهبه الله  ﷻ  قدرة عجيبة على التكيف الجسدي والنفسي والعقلي.  ومن أهم الأمور التي تكيف معها الإنسان هي المتغيرات عامة ومنها المتغيرات الفكرية خاصة؛ حيث يخضع الإنسان للتكيف مع تلك المتغيرات بشكل تدريجي متأثرا بعوامل كثيرة، أهمها الإحساس فإما أن يكون التكيف إيجابيا من خلال الإحساس بما حوله أو أن يكون التكيف سلبيا وذلك بوقوعه في الاضطراب، كذلك التخطيط فإما أن يكون التكيف إيجابيا من خلال التخطيط الجيد ورسم التوقعات والاحتمالات وطرق التصرف فيها أو أن يكون التكيف سلبيا بسبب قصر العقل أو اللامبالاة، وأيضًا الرغبة والقناعة فإما أن يكون التكيف بشكل إيجابي من خلال الإرادة المتقدة المتجددة أو أن يكون التكيف سلبيا بسبب فتور الهمة
آخر المشاركات

بين الإعمار وأثر الدمار

أيهما أفضل؛ إزالة آثار الحرب والنهوض بإعمار بقعة المحرر، أم ترك آثار الحرب؟ إزالة آثار الحرب والانشغال بالمشاريع و"نهضة" المحرر، وإن كانت تحمل معها إيجابيات، إلا أن سلبياتها أكبر بالمنظور القريب والبعيد. والأسباب يمكن توضيحها أو لفت الانتباه لها كالآتي: -غياب آثار الدمار والحرب سينعكس سلبًا على مسيرة الثأر في النفوس الملتهبة، ولا يعني ذلك ترك الطرقات سيئة والدمار الذي يعطل سير الحياة، إنما القصد سيتبين فيما يأتي. -بناء المشاريع الضخمة من مطاعم ومنتزهات وغيرها، يصرف الجهد عما هو أولى، ألا وهو صب الجهد والمال في طريق التحرير، ثم أن الذي يرتاد تلك الأماكن غالبًا ليسوا مقاتلين، أولئك الذين هم أولى بالتفكير بمشاريع يستفيدون منها بشكل مباشر بدل أن يستفيد "التجار" على حساب رباط وثبات المجاهدين. -النفس تتطبع مع ما يتكرر أمام العين من رؤيا، ورؤية المحرر منشغل بالعمار والمشاريع وضخ الأموال الضخمة، سيصرف الناس إلى أن تعتاد حياتها وتبتعد عن فكرة التضحية والعودة للدمار والخوف على الحياة ومصالها. -الحدائق العامة والكافيتريات وغيرها من مشاريع الترفيه، غالبًا يرتادها فئة الشباب، وأ

مروان حديد رجل في زمن القهر والاستبداد

في عام 1965م وقعت أول مواجهة مسلحة (صغيرة) بين شباب من أبناء السُنَّة بقيادة الشيخ المجاهد مروان حديد ونظام البعث النصيري في مسجد السلطان بمدينة حماة. (مروان حديد يُعتبر من أشهر وأوائل الذين أعلنوا الجهاد ضد حزب البعث وكشف نواياه وفهِمه حتى قبل أن يستفحل خطره ويتمكن، وهو الزعيم المؤسس والأب الروحي للطليعة المقاتلة التي أرقت وأوجعت نظام البعث على مدار سنوات، وهو الشخصية التاريخية الحاضرة في عقول كل الأحرار المتتابعين في الشام ورمز من رموز حماة الأبية هذه المدينة التي يعجز القلم أن يكتب عن كل بطولاتها ومدى عزيمة الرجال فيها). كان مروان حديد قد عاد من مِصر عام 1964م بعد أن أكمل دراسته هناك وحصول على البكالوريوس من كلية الهندسة، لكنه في الوقت ذاته كان قبل السفر لمصر يهدف ويتوق للقاء سيد قطب وتلاميذ حسن البنا، أما عن سبب لهفته للقائهم فهو بنفسه يرويه لنا، يقول: "لقد كنت اشتراكيًا بدافع البيئة التي أعيشها بين أشقائي وبدافعٍ من واقع الأمة المرير الذي يبحث عن طريق الخلاص من الاستبداد المُسلّط على الإنسان البسيط، وفي يوم من الأيام دخلتُ البيت وإذ بأخي الكبير أحمد يقول: قتل اليوم أخطر رجل ع

مقتل المستبد الصغير وتأهيل البديل

في عام 1994 ميلادي قُتل باسل ابن حافظ المجرم إثر ما قيل أنه حادث سيارة طبيعي، لكن التكتم على التفاصيل وشعور الناس بالصراع الداخلي بين المافيات في الدولة اصطحب معه شكوك كثيرة حول حقيقة مقتل باسل، وقد قيل أن من قتله هم أقربائه على خلفية خلاف حاد متعلق ببيع وتهريب الأسلحة والمخدرات، ومما ساهم في تصديق تلك الروايات سعي حافظ ثم بشار من بعده لتحصيل الأرصدة الضخمة التي تركها باسل بعد مقتله في البنوك السويسرية ويُقال أنها تتعدى ملايين الدولارات، وكل المحاولات في استعادة الأموال فشلت حتى الآن. هذه العائلة القذرة النتنة من الأصل نجس، قبل سنوات كانت تشتهي رغيف الخبز وتفرح لمكرمة أو مساعدة تتلقاها من المحسنين المتعاطفين!، باتت بعد ذلك تتحكم بدولة كاملة فتنهب وتسلب وتبتز دونما رادع أو شعور بأدنى مستوى من شيء اسمه "ضمير". شكل مقتل باسل صدمة لحافظ المجرم الذي كان يعده ويهيئه ليكون خليفته في الاستبداد والطغيان، فلم يكن الإعلام الرسمي أو المحلي يجرؤ على تمجيد أحد غير حافظ "قائد الدولة والمجتمع" غير أن باسل حظي بنفس التمجيد مما يدل على رغبة حافظ في تصديره، فكان باسل في الإعلام هو &qu

الأخوين المتنافسين على الإجرام

في عام 1984 ميلادي حرك رفعت المجرم (شقيق حافظ) الموالين له في أفرع الأمن والمخابرات بالإضافة لسرايا الدفاع التي أسسها قبل عشرين عامًا بدعم من حافظ لتكون السرايا قوة مضمونة الولاء ومتفوقة في إحباط أي انقلاب قد يحدث ضد العائلة النجسة التي بدأت تتغلغل في كامل مفاصل الدولة، حاصرت قوات رفعت المجرم مراكز الأمن بالدبابات في دمشق بالإضافة لمقر الإعلام الرسمي في الفترة التي كان حافظ ملقى على فراش المرض في المشفى العسكري. كانت مبررات رفعت عدم رضاه عن سياسة حافظ حيال كثير من الأمور، تحديدًا فيما يخص طريقة الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وفيما يبدو رفعت كان يرى حافظ لين "ربما" في بعض القضايا!، فرفعت المجرم أشتهر عنه حبه الشديد للدماء واستمتاعه بالعنف المطلق وبغضه الشديد لأهل السُنَّة، لكنه أرعن غبي مختلف عن حافظ المجرم الذي كان يتمتع بذكاء وهدوء مكناه من المكر والغدر حتى تمكن ثم أحكم قبضته على مدار ثلاثة عقود. شعر حافظ بحركة مريبة من رفعت وتنامت لمسامعه من جواسيسه نية انقلاب رفعت، فعمد لإزاحة رفعت بهدوء وبدون صدام دموي، فقام بعزله من قيادة سرايا الدفاع ووعده بمنصب آخر يكون مناسب. لم

انقلاب المجرم على المجرم

في عام 1969 ميلادي كان الصراع قد احتدم تمامًا بين آخر عضويين في اللجنة الخماسية (تحدثنا عنها سابقًا)، أي بين صلاح جديد والمجرم حافظ ليكون لحافظ الحظ الأوفر بامتلاك أوراق القوة ومن خلفه أخوه المجرم رفعت الذي طالت أذرعه بدعم حافظ، حتى صار حزب البعث أشبه ما يكون مقتصر على حافظ ومن معه من الموالون له، بل صار حافظ يتخذ القرارات بدون العودة للرئيس صلاح جديد (كان صلاح قد صار رئيسًا للبلاد من خلال الانقلاب). وبخطوات مدروسة وبعد سلسلة طويلة من التآمر وحرب التجاذبات "الداخلية في الحزب" استطاع حافظ أن يسيطر على كامل وسائل الإعلام في البلد، الرسمية والخاصة، المنطوقة والمكتوبة والمشاهدة، كما أنه أغلق كل وسيلة إعلام موالية لصلاح جديد أو تابعة له حتى لم يعد "للرئيس" أي وسيلة إعلامية في بلد من المفترض أنه الحاكم فيها، والغريب أن حافظ لم يقم بالانقلاب على صلاح (فساد) بالرغم من كل تلك الخطوات التي أقدم عليها، فأبقى على صلاح جديد في منصبه الذي بات من الواضح أنه أشبه ما يكون بالرئيس الصوري، وعلى ما يبدو أن حافظ لم يكن يرغب بتكرار نمط الانقلابات الكثيرة التي جرت، فعمد لانقلاب مختلف يحمل

حزب البعث يخطو باتجاه الاستبداد بالسلطة

في عام 1963 ميلادي وبعد الانقلاب (انقلاب حزب البعث) جرى توقيع وثيقة تضمنت مشروع وحدة جديد بين كلٍ مصر وسورية والعراق، كانت اللجنة الخماسية (ذكرناها في منشور سابق) ما زالت تعمل بنشاط محاولةً استثمار كل حدث ومشروع في سبيل تحقيق طموحاتها، وقد كان مشروع الوحدة يمثل ركيزة في الشعارات البراقة التي تنادي بها كثير من الأحزاب من بينهم حزب البعث (وحدة حرية اشتراكية – أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وبكل تأكيد لم تكن اللجنة الخماسية ولا حزب البعث يرغبون بأي مشروع وحدوي لا يكونون فيه الرأس الأوحد، لكن التماشي مع رغبة "الجماهير" كان في سبيل كسب مزيد من الوقت لتثبيت الأقدام بالإضافة لكسب مزيد من التأييد عبر تلك الشعارات الفارغة المضمون والشكل. لم يكن طرح مشروع الوحدة وتوقيع الوثيقة ليدوم، فسرعان ما انتهى في مهده عندما جرت محاولة انقلاب فاشلة في سورية اتضح أنها بدعم مصري!، نتج عنها تسريح مئات الضباط الناصريين (   أيديولوجية سياسية   اشتراكية   عربية قومية  تستند إلى فكر جمال عبد الناصر  الرئيس المصري في ذلك الوقت) كما تم إعدام نحو خمسة وعشرون ضابط من الانقلابيين على رأسهم الضابط جاسم علوا

اللجنة الخماسية السرية ودورها في سوريا

في عام 1958 ميلادي جرت الوحدة بين سوريا ومصر ليصبح اسم الدولة الجديد: الجمهورية العربية المتحدة التي لم تدم طويلًا، على كل حال لم تكن تلك الوحدة التي طبل لها الأطراف إلا لغايات شخصية وحدت مصلحة طرفي الاتحاد في تلك الأثناء (جمال عبد الناصر رئيس مصر وشكري القوتلي رئيس سورية)، هذه المصالح التي وصلت سريعًا لمفترق طرق، كما أن حزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الصاعد – حزب أغلب قياداته من الأقليات تحديدًا النصيرية) لم تكن الوحدة لتحقق له -أي للحزب- ما كان يرغب ويطمع، تحديدًا القيادات العسكرية من الحزب، فعمد بعض الضباط في الحزب لمجابهة الوحدة بطرق سرية عبر أدوات مختلفة وطرق متنوعة بدأت بتشكيل لجنة عرفت باسم اللجنة الخماسية السرية في عام 1959 ميلادي وتتكون من: المقدم محمد عمران (نصيري) – الرائد صلاح جديد (نصيري) – النقيب حافظ المجرم (نصيري) – الرائد أحمد الأمير (إسماعيلي) – النقيب إسماعيل الجندي (إسماعيلي). هذه اللجنة القذرة سيكون لها دور كبير في أحداث كثيرة كما سيأتي معنا تباعًا. وأول المهام والأمور التي اتفقت عليها اللجنة السرية، هو إعادة تنظيم حزب البعث داخل القوات المسلحة، أي من الممكن أن

النصيرية من أقلية مهمشة إلى سلطة الاستبداد المطلق

من أقلية على هامش التاريخ والجغرافيا إلى قوة وحيدة في سوريا الحديثة! في عام 1921ميلادي أي بعد احتلال فرنسا لسوريا بعام واحد، افتتحت باب الانتساب ضمن ما أسمته "الفيلق السوري" وعُرف أيضًا باسم "قوات الشرق الخاصة". كان التركيز الفرنسي على جذب الأقليات المذهبية والعرقية تحديدًا "النصيرية" كما تشير الكثير من الدراسات والكتب المتعلقة بتأريخ سوريا الحديثة. وجد العلويين فرصة لهم في التطوع، ففرنسا قدمت لهم ترغيبات كثيرة منها منحهم فرصة لتلقي تعليم جيد، بالإضافة للرواتب المغرية للطائفة الفقيرة المشتتة، كما أن الخدمة العسكرية منحتهم شيء من السلطة تحت الحماية الفرنسية، كما صار بإمكانهم التوغل في المدن للتعايش مع المدن الحضرية بسبب أماكن خدمتهم بعدما كانوا في الجبال والأرياف المهمشة، وكلما زادت المغريات تضاعف تدفق النصيرية على وجه الخصوص للالتحاق بالفيلق. أما أهل السُنَّة وهم الغالبية الساحقة في البلد، فكان موقف الغالبية منهم بالنسبة للخدمة العسكرية تحت الاحتلال الفرنسي سلبي جدًا، إذ كانوا يعتبرونه عار وذل وخيانة، وبالتالي فكان الواقع الطبيعي أن يتنامى نفوذ النصيرية تح

الاستبداد والطغيان

أدهم عبد الرحمن الأسيف: مخربين يهددون أمن الوطن. من أقوال الهالك حافظ الكلب. عصابات مأجورة أزعجها التقدم والنجاح. من أقوال المخلوع زين بن علي. فقاعات. من اقوال المخلوع حسني مبارك. أنا قائد الثورة. من أنتم؟ من أنتم؟ من أقوال الهالك معمر القذافي. جرذان صعاليك. من أقوال الهالك علي صالح. مندسين إرهابيين. من أقوال القزم بشار الكلب. يستعمل الطغاة المستبدون جمل ومفردات واحدة من حيث المفهوم عند كل محاولة للتغير ضدهم، والدستور الذي خطته أيديهم وتجاوزوه، هو ذاته يلجؤون إليه لاقتباس القوانين المعلبة التي تبيح لهم التنكيل بصوت الأحرار الرافضين للظلم والجور. من قانون الطوارئ لتمديد الأحكام العرفية وصولًا إلى المحاكم الميدانية. ──────────── عندما تقاتل دون انتظار لنهاية فصل الكفاح وقطف الثمرة، ودونما اعتبار لنتيجة الكفاح إن أثمر أو طال موسم الانتظار، ورأس مالك عقيدة راسخة بأن جهادك ضد قيد الاستبداد والقهر، واجب لا يخضع للمساومة، فحريٌ أنك أسطورة في زمن العبيد، والملهم النبيل لأجيال الحرية. ──────────── يبدأ التملص من القيد قبل كسره، بخلق تصدعات فيه، هذه التصدعات نتاج تغيرات نفسية عميقة تحمل بذرة الر

سلاح الإعلام

"سلاح الإعلام" الحملات الإعلامية التي لا تحمل أهداف واضحة، غالبًا تأتي بنتائج معاكسة بسبب ظهور أمور غير متوقعة. تهدف الحملات الإعلامية في المشاريع الثورية لمجموعة من الأهداف، تختلف تلك الأهداف بحسب الحاجة للحملات أو ظرف الحملة وتوقيتها، ومن أهم أهداف تلك الحملات: 1-التجنيد تُنظِم الجماعة الثورية الحملات بغية تجنيد عناصر جدد في صفوفها، ويكون الانتساب أما لمعسكرات رسمية أو على شكل مجموعات سرية. 2-الدعم يتم تنظيم الحملات الثورية بغية الحصول على الدعم المادي أو المعنوي، ويستهدف جماهير الثورة أو الجماهير المتعاطفة، ويكون هدف الدعم المعنوي ذا رسالة سياسية أكثر من أي شيء آخر. 3-الإحباط وهي ضمن الحرب النفسية ضد أفراد العدو، يتم خلالها استهدافهم معنويًا ونفسيًا عبر الوسائل المتاحة والتي على رأسها بث صور قتلاهم وأسراهم ومتاجرة القادة بهم في سبيل المصالح الشخصية. 4-الثبات تنطلق بعض الحملات في أوقات معينة بين الحين والآخر لرفع مستوى الروح الثورية والتأكيد على التمسك بالقضية، وضرورة مثل هذه الحملات غاية في الأهمية، ليشعر الفرد أنه ضمن جماعة ومجموع كبير، فشعور الفرد يتأثر بين كونه فرد أو ض

التكلف بما لا يحتمل

تغريدة في تويتر بدايةً وكما اعتدناه منهجا، فإن اسم الكاتب لا يهم كوننا سنبحث في المضمون لا الشخوص. مضمون الكلام حول: هل يجوز تفسير القرآن بالرأي؟. هل ثمة رابط بين التنظير والآية الكريمة؟. هل أحد من العلماء عبر التاريخ ربط الآية بهذا المفهوم؟. هل الأمر مجرد خطأ أم له تبعات خطيرة؟. بسم الله.. كتب أحدهم يريد أن يثبت فكرة تدور في رأسه، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شغله شيء وكان متوترًا، فإن العبارات أو الفهم يخونه، وهذا أمر قد يتفهمه الناس، لكن أن تطال المسألة لوي نصوص قرآنية وتحميلها ما لا تحتمل، والتكلف فيما لا يسع فيه التكلف، فهنا الأمر بلغ خطورة كبيرة وينذر بتبعات لا يتمناها مسلم لأخوه المسلم. يريد الكاتب أن يقدح بالتنظير أو المنظرين وهذا حق شخصي له يناقش به، لكن على أن يكون الكاتب فاهمًا لمعنى التنظير وتعريفه لغةً واصطلاحا، ثم يكون على أقل تقدير مراجعًا لتفاسير آيات الله، عندها من الممكن أن يتقبل القارئ من الكاتب بعدما يرى منطقية وواقعية وعلمية وانصاف في المسألة. دعونا نرى بدعة الكاتب الجديدة، وهنا نقول بدعة لا مجرد خطأ، وهذه البدعة تستوجب من الكاتب التراجع والاعتذار نصرة لدين الله وغيظ

لا أنتمي لضيق الحزب .. أنا حُر لانتمائي لأمتي

( صورة تغريدة لأحد الشباب.، لا يهم الاسم إنما الفكرة هي محل التشريح، فقد يكون صاحب الفكرة أخطأ التعبير، أو أخذته هفوة ) التعليق : سنحاول التدقيق بشكل مختصر وسريع على المعاني والمفاهيم التالية: حزب - فصيل - جماعة - طوائف - مستقل - حيادي - عار - مفخرة - سلوك - تربية. لقد نجحت إلى حد بعيد النظريات التجريبية الغربية الخبيثة بجعل بعض السموم تندس في أفراد الأمة على هيئة "أفكار" شاذة عن الشرع والمنطق بل تتضارب مع المفهوم الإسلامي تمامًا. في زمن انتقاض البديهيات ، صار العبء أكبر في إعادة تصديرها على حقيقتها حتى لا تُفتتن الأجيال وتأخذ السم جرعات. " الأحزاب والفصائل " حالة مرضية في منطق الأمة الواحدة، وبكل حال هذا المرض على الدوام يكون الشغل الشاغل لدى القيادات المتفرقة كونهم يعرفونه مرضًا يستوجب علاج سريع، وعدم السعي للحل هو "عار" يلحق المتخلف عن المساعي ويرضى أن يكون ممن (تفرقوا، فاختلفوا، فآذنهم الله بذهاب ريحهم). إذ أن الحالة الطبيعية السليمة، هي اعتصام طلائع الأمة (أي أمة) في كيان الجماعة، والجماعة بمفهومها "هنا" تعني الاجتماع العام ولو على المستوى

ملخص مختصر

عام 1918م. دخلت قوات اللنبي البريطانية دمشق، ونصَّبت خونة عرب للحكم ظاهريًا على رأسهم "الشريف فيصل بن الحسين". وفي عام 1920م. دخلت فرنسا إلى سورية وأحكمت قبضتها تحديدًا بعد معركة ميسلون في دمشق، وذلك تطبيقًا لاتفاقية "سايكس وبيكو" بين الإنجليز وفرنسا. وعام 1941م. أعلنت فرنسا استقلال سورية، لكنه كان استقلالًا شكليًا حتى عام 1946م. حيث خرج آخر فرنسي محتل من الأراضي السورية. في عام 1963م. قام حزب البعث السوري "الجناح العسكري" بعملية انقلاب استولى من خلالها على السلطة وسيطر على كامل مفاصل الدولة. تأسس حزب البعث في عام 1947م. على يد: ميشيل عفلق (مسيحي)، صلاح الدين البيطار (ينتسب للإسلام) وزكي الأرسوزي (نصيري). وفي عام 1965م. حصلت أول مجابهة بين نظام البعث النصيري وبين شباب من أبناء السُنَّة بقيادة الشيخ المجاهد مروان حديد، وقعت المواجهة في حماة بمسجد السلطان، حيث ارتكبت المخابرات وقوات الأمن وعناصر من الحيش مجازر بشعة أفضت إلى اعتقال المجاهدين والحكم عليهم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنهم والتراجع عن الحكم بضغط شعبي ترأسه مشايخ البلد. شهدت سورية سلسلة انقلابات متت

النصر السياسي

لا يرتبط النصر النهائي بين إرادتين على مبدأ الهزيمة العسكرية الساحقة، فقد يمكن تحقيق نصرًا مظفرًا سياسيًا يأتي بنفس النتائج العسكرية. لكنَّ ذلك لا يمكن أن يحدث استثاءً عن وجود قوة عسكرية هي الأصل بالضغط السياسي، وإلا فإن الضعيف لا يمكنه فرض شروط ولا إملاء رأي. " قد تنجح قوة صغيرة بسيطة التسليح في كسب حرب ضد عدو متفوق متطور، وتتحصل على ما تريد من خلال الميدان أو التفاوض، وكلاهما بالعموم مرتبط ببعضه البعض ". لدينا أمثلة كثيرة حول أن كسب المعارك سياسيًا أحيانًا يكون أعظم نتيجة من خوضها قتاليًا، ولعل أجمل مثال يغنينا، هو يوم الحديبية وخطواته ثم تأثيراته إلى نتائجه. لكن يلزمنا فهم حقيقة دامغة: ما كان ليصير نصرًا نتيجة الصبر والثبات وحدهما، بل ترافق ذلك مع قوة الإرادة وديمومة العمل في الميدان وبساحات مختلفة، والنشاط الدائم في الأعمال العسكرية التي تعتبر صغيرة نسبيًا بحجمها إلا أنَّ تأثيراتها كانت ضخمة نتيجة التخطيط الفذ وترتيب الأولويات وعدم العجز أو استصغار العمليات أو استحقار المهام مهما كانت صغيرة، لأن النظرة العامة ستكون مجموع لما سبق وليست نظرة جانبية في العمل ذاته. أدهم عبد

التعرض والمصادمة

إن مسألة المعارك على اعتبارها "ند لند" هي نظرة خاطئة وكارثية سيدفع ثمنها المنتصر وليس المنهزم وحده، لما تسببه من استنزاف للطرفين، فالمنتصر ذاته في هذا الأسلوب سيتعرض للاستنزاف والمشاق كالمنهزم، سوى أن المنتصر نشوة النصر تنسيه كل شيء على اعتبار ظفره! وهذه نقطة سلبية يتحصل عليها المنتصر غالبًا، وقليل هم من لا يقع فريسة بهرج الانتصار ويدرك الحاجة لتضميد الجراح قبل الحديث المبالغ فيه عن النصر. هذا ليس تقليل من شأن النصر ولا دغدغة تحمل تعاطف مع المنهزم، بل هي إشارة لمنطقة أخرى من الفكر في ساحة الحرب بأسلوب المجابهة والتعرض. لذلك وبدون أدنى شك، لا يوجد جيش تقوم عليه قيادة واعية إلا وتراه مشغول بطرق تحقيق النصر أكثر من تحقيق النصر ذاته، وتحديدًا تلك الجيوش التي تمارس الحروب باستمرار، وإذا أردنا أن نضيق التحديد، نقول تحديدًا بعينه الجيش الذي انهزم في معركة ما.، ذلك أن المنهزم هو أكثر انفتاح للتعلم من الأخطاء نتيجة مرارة الهزيمة. ولذلك البحث عن طريق النصر لا يقل أهمية عن النصر ذاته، وهو غالبًا ما يكون في إيجاد سبيل وطريق يحقق النصر من خلال ضربة واحدة وهذا طبعًا أمر شاذ وصعب، لكن هو مج