التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاستبداد والطغيان


أدهم عبد الرحمن الأسيف:

مخربين يهددون أمن الوطن.
من أقوال الهالك حافظ الكلب.

عصابات مأجورة أزعجها التقدم والنجاح.
من أقوال المخلوع زين بن علي.

فقاعات.
من اقوال المخلوع حسني مبارك.

أنا قائد الثورة. من أنتم؟ من أنتم؟
من أقوال الهالك معمر القذافي.

جرذان صعاليك.
من أقوال الهالك علي صالح.

مندسين إرهابيين.
من أقوال القزم بشار الكلب.

يستعمل الطغاة المستبدون جمل ومفردات واحدة من حيث المفهوم عند كل محاولة للتغير ضدهم، والدستور الذي خطته أيديهم وتجاوزوه، هو ذاته يلجؤون إليه لاقتباس القوانين المعلبة التي تبيح لهم التنكيل بصوت الأحرار الرافضين للظلم والجور.
من قانون الطوارئ لتمديد الأحكام العرفية وصولًا إلى المحاكم الميدانية.
────────────


عندما تقاتل دون انتظار لنهاية فصل الكفاح وقطف الثمرة، ودونما اعتبار لنتيجة الكفاح إن أثمر أو طال موسم الانتظار، ورأس مالك عقيدة راسخة بأن جهادك ضد قيد الاستبداد والقهر، واجب لا يخضع للمساومة، فحريٌ أنك أسطورة في زمن العبيد، والملهم النبيل لأجيال الحرية.
────────────

يبدأ التملص من القيد قبل كسره، بخلق تصدعات فيه، هذه التصدعات نتاج تغيرات نفسية عميقة تحمل بذرة الرفض لقابلية الخضوع.
البذرة تحتاج سقاية فكرية لتنمو ثم تثمر ثم تبلغ تمام نضجها الذي ينادي منجل الحصاد بكل ثقة، ذلك المنجل الذي يجمع شتات الثمر ليصبح ذا قيمة بعدما كان عرضة لعابري السبيل.
────────────

قوى الطغيان حريصة ساهرة على نومة الشعوب، هذا النوم العميق يكلف منظومات الاستبداد كل طاقاتهم ويأخذ من راحتهم، ويكلف النائمين فاتورة إضافية في نزلهم الفندقي المقيت رغم أنهم أصحاب الأرض!.
يخرج من يصرخ ليوقظ الأمة النائمة، فيزجره بعض النائمين قبل حرس الحظيرة!،
هذا الليل لن يطول، أي نعم ليلة شتاء طويلة، لكنها تؤذن بفجر مشرق يكاد شعاعه يتسرب بين المسام لينفذ حتى القلوب.
────────────


لا يتمكن الطغاة في أرض أهلها في صحوة، إنما يستغل الطغاة غفلتهم ليُحكموا السيطرة، هذه الغفلة ليست وحدها المصيبة، فليس لها أن تمكن الظالم من المظلوم إن لم يكن المظلوم وطّن نفسه على الرضوخ وسوّغ لها القبول بدرجة من درجات الذل.
────────────

إن أهم ما يفعله المستبد هو قلب الحقائق وتغييب البديهيات، ليصير الأمر معكوسًا بين الحاكم المستبد وحكومته المعينة له، وبين "المستعبد".
────────────

العوام هم قوة المستبد وقوته، بهم عليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريم، وإذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيما، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه حذر التوبيخ، وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بغاة.
-الكواكبي-
────────────

أسير الاستبداد الواعي لكونه مستعبد، يسلي نفسه بنصوص دينية بظنه تهون عليه أسره، وحقيقتها أنها تقتل فيه بقايا بذور الحرية والعمل لها.
فهو يتغافل عن نصوص أخرى تطالبه بالرفض للأسر والعمل للحرية، وإعمال العقل وتعطيل الجهل، فلو أخذ النصوص بغير اعتبار لهواجس الخوف والحظ، لاستقام عنده الفهم ولاسترشد الطريق، طريق شرف الدنيا وعز الآخرة، بدل الرضى بذل الدنيا وعدم ضمان شرف الآخرة.

هكذا هم الجبناء الرعاع في كل زمان ومكان، يعانون الفاقة والتسلط، لكنهم يصرون أن يكونوا خدمًا تزيد ثروة المستبد، وعبيد يعزز ملكه.
────────────

لماذا يؤيد بعض المحسوبين على أبناء السُنَّة، المجرم الطائفي بشار؟
ونعني بأولئك الذين لا مصلحة مالية ولا نفوذ يربطهم ببقاء المستبد، بل القصد عوام ضعفاء، فقراء مستعبدون، مضطهدون.

الإجابات كثيرة ولكنها كلها تدور حول فكرة واحدة: غزو الانحطاط للقيم، وانتصار الاستبداد على الأخلاق، يحول أي مجتمع إلى زريبة، فيه الطاقات محصورة بإشباع البطون وشهوة الفروج، ودر الحليب في وعاء الديكتاتور.
فيتكاثر الب/قشر ويقل الزاد، وتنمو ثروة المستبد والأعوان.
────────────

الساعي في توعية مجتمعات تقع تحت وطأة القهر، شأنه شأن الطبيب مع المريض.، يولي أهمية لأصل الداء قبل الأعراض، ثم يختار الدواء مراعيًا صحة المريض وتحمله للدواء، والكمية المناسبة، ويحدد التوقيتات المرحلية لجرعات الدواء، وإلا فاقم مرضه (ذُله) أو قتله (اتخذه المجرم قربان لملكه).
────────────

تحرير أسرى الاستعباد لا يكون اعتباطًا، فبعض الأسارى لو حررتهم لصفعوك وشدوا وثاقهم من جديد، وآخرين لو أطلقتهم تسلحوا لقتالك ساخطين، وصنف قد يموت إذا تنفس الحرية بحق، وقلة من الأسرى تقدر ثمن الكرامة والحرية والعزة والنفس الأبية، وبها يقوم صرح المجد.
────────────

للمجد رجال يستعذبون الموت في سبيل قناعاتهم، وصرحُ المجد يقوم على قوائم لا غنى عنها، الهمة والإقدام والتضحة والمشقة والصبر والثبات وحب الفداء، وهي قوائم تشير أيضًا لقيمة وقيم الرجال، فلا مجد إلا وصانعوه رجال، ولا رجال إلا وحبهم للمجد ممزوج بطبعهم.
────────────

لا يعرف المُستَعبَدون الفرق بين الحاكم بالقهر وبين الحاكم بأمر الله، ولا بين الولي وصاحب الولاية، ولا بين المُنعِم وولي النعمة، ولا معنى الحاكم ليُخْدَم من الحاكم ليُطاع.، ولذلك يتسلل الشرك في كلمات تبجيل العبيد الأذلاء لولاتهم الطغاة، هذا اللامنطق في خرافة العبيد، يؤلم الأحرار أكثر من جبروت الطغاة الذين لولا العبيد ما تمكنوا.

(مثال: سجود المؤيدين للمجرم لصورته، وأولوها بتأويلات أشد قذارة من الفعل نفسه)
────────────


وقوع المسلمين تحت وطأة الاستعباد والاستبداد، هو نوع من البلاء وقد يكون من جنس العقاب، لا يُرفع عنهم حتى يتوبوا لربهم، توبة القلب والجوارح، ويلزمهم العمل بالجد والجهد والجهاد والقول والصدع بما يفتت عضد الطاغوت، فإن أخلصوا وأحسنوا كوفئوا في دنياهم بنيل حريتهم، وكان جزاء الآخرة خيرًا وأبقى، وإن استساغوا الخنوع وتقبلوا استبدال الظلم بظلم، بقوا في حلقة البلاء حتى يرجعوا كما أومروا: أحرارًا لله.
────────────


العلم هو السلاح الأخطر الذي يخافه المستبدون، والعلماء العاملون بعلمهم هم العدو الأكبر للطاغوت، يسعى العلماء بعلومهم لتنوير العقول، ويجهد المستبد بإطفأها خبثًا أو تنكيلا.، فقَيْدُ المستضعفين هو الجهل، وسَوْطُ الظالم تخويفهم بما جهلوا، لأنهم إن علموا قالوا، وإن قالوا فعلوا، أو ربما حاولوا.
────────────


المستبد عالم بنفسه، يحب العلم ويطلبه في كل زاوية لتسخيره لا لتطبيقه، ويكره العلم للرعية، العلم الذي يُعَرِّفهم حقوقهم وواجباتهم بحق، ويحب لهم العلم الذي يمهد لهم الرضوخ، بل ويحث أدواته ويسخرها في تعزيز فكرة الانشغال بالنفس وتطهيرها، وأن مجابهته اعتراض على القدر!، أليس القدر من أعطاه ما لم يعط غيره؟.
لذلك ترى المستبدون وأعوانهم يطلبون العلوم العالية في الدول المتقدمة، ويهملون التعليم في رعيتهم.
────────────

يتغلغل الاستبداد في الأمة ويسعى لتحويل الأفراد إلى إمعات، ويطلق العنان للرويبضات المستعبدين في سبيل قلب الحقائق وعكس البديهيات، فيتجذر الاستبداد حتى يصير المجرم هو الراعي والشعب قطيع من الأغنام الخائفة من المجهول، فيضمن تأليب الناس ضد أي صوت للحرية والأنفة، وكأنه يقول: إن غبت أكلكم الذئب.
والذئب المسكين (الخوف من المجهول) أرحم من الضبع اللئيم.
────────────


هل يعرف الظالم أنه ظالم؟
نعم.، لكن في الغالبية لا يرون أنهم ظالمين وهذا من إضلال الله لهم كما أخبر (ويضل الله الظالمين)
وبعضهم يواسي نفسه بأن ظلمه مجرد وسلية لغاية سامية، تحقيقها يمحو سوءة الظلم!، ظن فاسد، وساوس شيطان يصوره الهوى على أنه هاتف إلهام، وما بين الشيطان وظن الإلهام، يغدو صريعًا غارقًا في الأوهام، لا هو يقدر الرجوع ولا الإقدام.
────────────

لا يمكن لأي شعب أو أمة أن تتحرر ما لم تعِ جيدًا سبل تحررها من قيد الجور والقهر، وأول السبل فهمها لمعنى الاستبداد وطرائقه وأساليبه المستحدثة، فإن انتفضت جاهلة وانتصرت، خرجت من سطوة مستبد إلى آخر يمارس استبدادًا أشد.

(في مصر وتونس خير شاهد ودليل وعبرة)
────────────

لا يُقْدِم المجرم المغتر على القتل ونفسه مستقرة، يواسي نفسه بأوهام، وفي الثانية يقل الاضطراب واختلاق الأعذار، في الثالثة والرابعة تغيب بقايا التأنيب الذاتي، وفي الدوام يصير الأمر إدمان وتلذذ بالدماء، التلذذ بذاته يصبح التبرير المنطقي!، قد يبدو الأمر خرافة، لكنه حقيقة مثبتة ونوع من المرض بالنرجسية.
────────────

القوانين المسمات "إسلامية" في حكم الطغاة، هي أخطر من القوانين الوضعية.
فالثانية فتنتها ظاهرة وخطرها واضح ورفضها عقيدة، أما الأولى فمتلبسة على الناس حيث تعمل اللحى على توظيف الدين في خدمة المجرم، لا توظيف علمهم ومكانتهم في خدمة الدين من خلال ردع الظالم.
ولك أن تتخيل أن حفلات الغناء والخلاعة في السعودية، تمت بتأويلات "لحى تدعي العلم" وهذا مثال من ألف.
────────────


لا يقهر الظالم المظلوم وهو مطمئن، ولا يستبد المستبد وهو آمن في نفسه.
────────────

الظلم يزيد الحُر حنقًا للثأر، ويزيد الجبان خضوعا.
الجبروت يزيد الحُر همة لكسر القيد، ويزيد الجبان هوانا.
الاستبداد يزيد الحُر بالفداء قناعة، ويزيد الجبان وضاعة.
بين الحُر والخانع كلمة، طلبها الحُر كرامة، وأرادها الجبان مهانة.
────────────


أساليب الطغاة واحدة، مهما تغير الزمان والمكان، ومهما اختلفت الصور والألوان، ومهما كان من فوارق في الجنس والشكل.
هي نهج متبع متوارث على خطى واحدة، يستبصره كل متجرد من الهوى والمنفعة على حساب المظلوم.
────────────


المستبد يستحقر نفسه، والمستعبدون يعظمونها!.
يستحقر نفسه كلما تذكر كم مرة كذب ومكر، وكم مرة خدع وغدر، يؤنبه إبليس ليضمن بقاءه قيد الأسر، ولا يؤنبه الضمير إذ لا ضمير لمستبد.
أما الرعاع من الممجدين للطاغية، فيعظمونه بدافع الرغبة بفتاته، والرهبة من بطشه، وصنف ثالث يجهل السبب والدافع، وهم أحط الخلق.
────────────

قيل: ماذا جنى لكم سعيكم غير الضنك والتعب؟.
قلت: ما أحلى الحياة في التنغيص على الظالمين، وما أجمل الموت حرًا يقهر المستبد وأنفس أعوانه والمُستَعبدون.

الثورة قيمة أخلاقية تصنع إرثًا فكريًا متناميا، هو كنز بناء الحضارة أو ترميمها بقاياها عند الأحرار حقا، وعبث ترفي عند الهمج الرعا.
────────────

الإرجاء أكثر انتشارًا لأنه يوافق طبع الناس في ميلهم للسلامة، ولأنه هوى الملوك والحكام المستبدين.
والخارجية قليلة في الناس، لأنها من طبع إفراط التمرد، التمرد على كل شيء، فترى الخوارج في النهاية يكفر بعضهم بعضا، لأن طبعهم التمرد المطلق وهم قلة في الناس.
────────────

من منهج الطغاة القديم الحاضر، أنهم إن أرادوا أن يفتكوا بمن يتهدد عروشهم المستبدة، يمهدون للتنكيل عبر أذرعهم.
لما أراد فرعون أن يفتك بموسى عليه السلام، جمع أعوانه من السحرة وخادع ومكر وكذب، ثم سلط أذرعه ليفتنوا الناس ويخدروهم بالأكاذيب (يريد أن يبدل دينكم).
وإلى يومنا هذا ما زال نهج الطغاة ذاته، يطلقون أعوانهم في الإعلام ليضللوا الناس ويخدروهم، حتى إذا ما حانت ساعة التنكيل، كان الناس في غيبوبة واضطراب.
────────────


قصف صهيوني يطال مدينتي اللاذقية وطرطوس.
"السيادة" الوطنية ترى بحكمتها الاحتفاظ بحق الرد في "الوقت والزمن" المناسبين.
القيادة العميلة الهزيلة تطلق شعارات ومصطلحات تراعي فيها خاطر القطيع الذي يتلقف تلك المصطلحات ويطيرون بها بكل سذاجة، محتفين بقيادتهم الهزيلة الجبانة التي تزيدهم من العلف ليزدادوا خنوع.
────────────


يخطب المجرم في أتباعه، فيصفق القطيع، ليس المهم أنه يكذب أو يستغبي أتباعه أو حتى يحرجهم أو يرفع من معنوياتهم..، المهم أن سيدهم يمدهم بالأفيون المعنوي الذي أدمنوا عليه.
عُشاق الاستبداد، يموتون إن تنفسوا كرامة وحرية حقيقية، هُم مدمنوا الأصناف المضروبة، حتى أسيادهم الطغاة ليسوا أصيلين في الطغيان!، هُم مجرد وكلاء.
────────────

حسون الملعون مفتن سورية: من يخرج من سورية (منطقة حكم البعث) هو في أسفل السافلين.
هكذا فسر سورة التين!.

حسون نموذج مصغر عن لحى السوء وعمامات الدجل التي باعت دينها لإرضاء المستبد، فأوَّلوا وتكلفوا ولَوَوا عنق النصوص فقط لتصير على مقاس أسيادهم، وكل مفتن منهم يفصل الدين والنص بما يوافق هواه وهوى الطاغوت..، ولذلك ترى أقوالهم متشابهة إلا في جزئيات بسيطة، حتى تكون متناسبة مع السيد، فما يخص الكلب بشار مختلف عما يراد تفصيله للسيسي، وهكذا..
────────────

ما عندك حديث غير الاستبداد والظلم والطاغوت؟.
وهل مدار حربنا إلا حول هذه المسميات!
لقد فَرَّطْنا كثيرًا إذ لم نكرس الجهد في تعريف الطاغوت والمستبد والظالم، فبذلك نختصر الطريق ونجعله واضحًا لا نخشى على الناس من أن تتخطفهم الأفكار أو تخدعهم.
────────────
أدهم عبد الرحمن الأسيف


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بين الإعمار وأثر الدمار

أيهما أفضل؛ إزالة آثار الحرب والنهوض بإعمار بقعة المحرر، أم ترك آثار الحرب؟ إزالة آثار الحرب والانشغال بالمشاريع و"نهضة" المحرر، وإن كانت تحمل معها إيجابيات، إلا أن سلبياتها أكبر بالمنظور القريب والبعيد. والأسباب يمكن توضيحها أو لفت الانتباه لها كالآتي: -غياب آثار الدمار والحرب سينعكس سلبًا على مسيرة الثأر في النفوس الملتهبة، ولا يعني ذلك ترك الطرقات سيئة والدمار الذي يعطل سير الحياة، إنما القصد سيتبين فيما يأتي. -بناء المشاريع الضخمة من مطاعم ومنتزهات وغيرها، يصرف الجهد عما هو أولى، ألا وهو صب الجهد والمال في طريق التحرير، ثم أن الذي يرتاد تلك الأماكن غالبًا ليسوا مقاتلين، أولئك الذين هم أولى بالتفكير بمشاريع يستفيدون منها بشكل مباشر بدل أن يستفيد "التجار" على حساب رباط وثبات المجاهدين. -النفس تتطبع مع ما يتكرر أمام العين من رؤيا، ورؤية المحرر منشغل بالعمار والمشاريع وضخ الأموال الضخمة، سيصرف الناس إلى أن تعتاد حياتها وتبتعد عن فكرة التضحية والعودة للدمار والخوف على الحياة ومصالها. -الحدائق العامة والكافيتريات وغيرها من مشاريع الترفيه، غالبًا يرتادها فئة الشباب، وأ

معضلة السد والتكيف

قبل الحديث عن مفهوم "معضلة السد" لا بد من المرور على مفهوم "التكيف"، وكما هو معروف فللتكيف أنواع كثيرة؛ أهمها: التكيف النفسي وهو ما يتعلق بسلوك الفرد نتاج قدرته على الإدراك. وبحكمة من الله تعالى فإن الكائنات جميعها تمتلك القدرة على التكيف بمحيطها ومع المتغيرات في سبيل البقاء والاستمرار، إلا في حالات نادرة يصعب فيها التكيف، ومن تلك الكائنات الإنسان الذي وهبه الله  ﷻ  قدرة عجيبة على التكيف الجسدي والنفسي والعقلي.  ومن أهم الأمور التي تكيف معها الإنسان هي المتغيرات عامة ومنها المتغيرات الفكرية خاصة؛ حيث يخضع الإنسان للتكيف مع تلك المتغيرات بشكل تدريجي متأثرا بعوامل كثيرة، أهمها الإحساس فإما أن يكون التكيف إيجابيا من خلال الإحساس بما حوله أو أن يكون التكيف سلبيا وذلك بوقوعه في الاضطراب، كذلك التخطيط فإما أن يكون التكيف إيجابيا من خلال التخطيط الجيد ورسم التوقعات والاحتمالات وطرق التصرف فيها أو أن يكون التكيف سلبيا بسبب قصر العقل أو اللامبالاة، وأيضًا الرغبة والقناعة فإما أن يكون التكيف بشكل إيجابي من خلال الإرادة المتقدة المتجددة أو أن يكون التكيف سلبيا بسبب فتور الهمة

النصيرية من أقلية مهمشة إلى سلطة الاستبداد المطلق

من أقلية على هامش التاريخ والجغرافيا إلى قوة وحيدة في سوريا الحديثة! في عام 1921ميلادي أي بعد احتلال فرنسا لسوريا بعام واحد، افتتحت باب الانتساب ضمن ما أسمته "الفيلق السوري" وعُرف أيضًا باسم "قوات الشرق الخاصة". كان التركيز الفرنسي على جذب الأقليات المذهبية والعرقية تحديدًا "النصيرية" كما تشير الكثير من الدراسات والكتب المتعلقة بتأريخ سوريا الحديثة. وجد العلويين فرصة لهم في التطوع، ففرنسا قدمت لهم ترغيبات كثيرة منها منحهم فرصة لتلقي تعليم جيد، بالإضافة للرواتب المغرية للطائفة الفقيرة المشتتة، كما أن الخدمة العسكرية منحتهم شيء من السلطة تحت الحماية الفرنسية، كما صار بإمكانهم التوغل في المدن للتعايش مع المدن الحضرية بسبب أماكن خدمتهم بعدما كانوا في الجبال والأرياف المهمشة، وكلما زادت المغريات تضاعف تدفق النصيرية على وجه الخصوص للالتحاق بالفيلق. أما أهل السُنَّة وهم الغالبية الساحقة في البلد، فكان موقف الغالبية منهم بالنسبة للخدمة العسكرية تحت الاحتلال الفرنسي سلبي جدًا، إذ كانوا يعتبرونه عار وذل وخيانة، وبالتالي فكان الواقع الطبيعي أن يتنامى نفوذ النصيرية تح