عام 1918م. دخلت قوات اللنبي البريطانية دمشق، ونصَّبت خونة عرب للحكم ظاهريًا على رأسهم "الشريف فيصل بن الحسين".
وفي عام 1920م. دخلت فرنسا إلى سورية وأحكمت قبضتها تحديدًا بعد معركة ميسلون في دمشق، وذلك تطبيقًا لاتفاقية "سايكس وبيكو" بين الإنجليز وفرنسا.
وعام 1941م. أعلنت فرنسا استقلال سورية، لكنه كان استقلالًا شكليًا حتى عام 1946م. حيث خرج آخر فرنسي محتل من الأراضي السورية.
في عام 1963م. قام حزب البعث السوري "الجناح العسكري" بعملية انقلاب استولى من خلالها على السلطة وسيطر على كامل مفاصل الدولة.
تأسس حزب البعث في عام 1947م. على يد: ميشيل عفلق (مسيحي)، صلاح الدين البيطار (ينتسب للإسلام) وزكي الأرسوزي (نصيري).
وفي عام 1965م. حصلت أول مجابهة بين نظام البعث النصيري وبين شباب من أبناء السُنَّة بقيادة الشيخ المجاهد مروان حديد، وقعت المواجهة في حماة بمسجد السلطان، حيث ارتكبت المخابرات وقوات الأمن وعناصر من الحيش مجازر بشعة أفضت إلى اعتقال المجاهدين والحكم عليهم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنهم والتراجع عن الحكم بضغط شعبي ترأسه مشايخ البلد.
شهدت سورية سلسلة انقلابات متتالية خلال فترة قصيرة ومتفاوتة حتى وصل عام 1971م. حيث صار المقبور حافظ أسد بمنصب رئيس الجمهورية السورية وقائد القوات المسلحة وزعيمًا لحزب البعث وتعددت المناصب والألقاب مجتمعة فيه.
في عام 1973م. عاد المجاهد مروان حديد وغيره، لكنه الألمع نجمًا في ذاك الوقت، عاد ليرفع راية الجهاد والثورة ضد الحكم البعثي، لكنه عمل بالخفاء بسبب وصول أخبار مؤكده عن نية المخابرات بتصفيته بأمر من حافظ أسد.
فاضطر للتخفي بسبب المطاردة، وراح يعمل بجد للنهوض بثورة تقتلع النصيريين وأعوانهم من سفلة الإجرام.
في عام 1975م. استطاعت المخابرات اعتقاله بعدما وصلت للبيت الذي كان يتخذ منه قاعدة له، ما لبث أن استشهد بعد اعتقاله بفترة قصيرة، والراجح تم اغتياليه من خلال إبرة أعطيت له في الرقبة في عام 1976م.
تولى مهام العمل المسلح بعد الشيخ مروان حديد، المجاهد عبد الستار الزعيم، فوسع عمليات التجنيد بحذر وعمل على هيكلة التنظيم الذي عرف باسم الطليعة المقاتلة والتي نشطت بشكل رئيسي في حماة وحلب ودمشق، وفي عام 1979م. توسعت العمليات بشكل كبير وتحولت إلى شبه ثورة تنقصها انتفاضة شعبية عامة في البلاد، لكن لضعف الإمكانيات وتآمر جميع الدول لصالح نظام حافظ، تم قمع الشعب وقتل مجاهديه وكل من يشتبه بتعاطفه مع المجاهدين، عدا عن التنكيل بأهالي وأصدقاء المجاهدين عموما.
وفي عام 1982م. ارتكب النظام المجرم أبشع المجازر حتى ذلك التاريخ، وقعت في حماة وحلب، وهي ما تعرف بمجزرة حماة، ومجزرة المشارقة في حلب، إلا أنه تم توثيق مجازر أخرى في حماة وحلب ودمشق ومدن أخرى، وبعد تلك المجازر وبسبب التآمر الدولي، تم القضاء على الطليعة المقاتلة تمامًا.
واستمر حكم البعث بقيادة المجرم حافظ إلى أن هلك في عام 2000م. بمرض عضال في الدم.
تولى الحكم بعده، ابنه الجرو بشار أسد بدعم وترتيب من رؤوس حزب البعث وبشكل سريع في عام 2000م.
ومثل أي دكتاتور ومجرم وسارق، قدم خطابات واعدة للشعب المسحوق مستغلًا الشعارات التي تداعب وتدغدع عواطف الرعاع الذين سرعان ما شعروا بنقيض تلك الوعود.
في عام 2011م. قامت الثورة السورية التي انطلقت من المساجد بعدما أشعلت شرارتها مدينة درعا ردًا على المجزرة التي ارتكبت بحق بعض أطفالها داخل معتقلات الأفرع الأمنية، كما أنها جاءت في سياق ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس مرورًا بمصر إلى ليبيا نحو سورية.
في عام 2012م. كان قد تحررت مناطق متفرقة في سورية، أهمها تحرير الجزء الأكبر من مدينة حلب بالإضافة إلى كامل الريف تقريبًا، وفي عام 2013م. كانت مدينة الرقة أول مدينة يتم تحريرها بالكامل، لتتبعها مدينة إدلب في أوائل عام 2015م.
في عام 2014م. أعلن تنظيم الدولة سيادته على مناطق واسعه وادعى قيام الخلافة في المناطق التي استحوذ عليها من الجيش الحر ومناطق أخرى كانت خاضعة لقوى ثانية.
بعد أشهر أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف دولي ضد تنظيم الدولة، انتهى رسميًا في عام 2017م. بعد السيطرة على مدن ومناطق التنظيم لصالح قوى مختلفة.
أعلنت روسيا تدخلها الرسمي وزج قوتها في سورية بعدما كانت محدودة، وكان التدخل في أواخر عام 2015م. أي بعد تحرير مدينة إدلب بأشهر، وبعد عجز الميليشيات والمرتزقة العاملة لصالح حزب البعث بإحراز أي تقدم أو القدرة على إيقاف تقدم المجاهدين والثوار.
أحدث التدخل الروسي فارق سريع وملموس أدى لسقوط معظم المناطق التي تحررت سابقًا والتي أهمها كان مدينة حلب في عام 2016م. وأجزاء واسعة من ريفها بأوقات متفرقة متصلة، بالإضافة إلى الغوطة في دمشق وريف حمص وحماه والساحل ومناطق أخرى.
في عام 2019م. شنت روسيا مع ميليشيات أخرى متنوعة، حملة عسكرية واسعة استطاعت من خلالها السيطرة على أجزاء واسعة من أرياف حماة وإدلب وحلب خلال عام جامل تقريبًا، قبل أن تتوقف بعد أسبوع من التدخل العملي لسلاح الجو التركي بالإضافة للقوة الثقيلة الأرضية التي ساندت فصائل الثورة السورية بالرمق الأخير.
تستمر المحادثات الدولية والإقليمية بشكل مكثف منذ عام 2020م. وحتى يومنا 2012م. دون أن تصل لحل عملي بسبب العجز الشامل لدى جميع القوى والأطراف للوصول إلى حل مرضي من وجهة نظرهم.
الجدير بالذكر بلغ عدد محطات "استانة" حتى يومنا "16" مع عدم معرفة سلسلة الحلقات المتبقية للمفاوضات التي تبدو مسدودة سلفًا.
كما أنَّ الشأن الداخلي في مناطق سيطرة قوات بشار المجرم، وكذلك المناطق المحررة، قد طرأ عليها تغيرات كبرى لكنها لم تساهم في إنجاح الخطوات التي تبحث عنها القوى العالمية والمحلية لإنهاء أرق الملف السوري.
أدهم عبد الرحمن الأسيف
تعليقات